17 - 07 - 2024

ايقاع مختلف| نَستَدعِى الطِّفلَ إِذَا جَـــــاءْ

ايقاع مختلف| نَستَدعِى الطِّفلَ إِذَا جَـــــاءْ

كــُـنَّا أَطفَــــــــالاً بـُـــــــرَءَاءْ

نَخطِرُ فِى أَمَــــــــلٍ وَحَــــــيَاءْ

وَالشَّيخُ الرَّمَضَـانُ مَهِــــــــــيبٌ

يَأتِى تَصحَــــبُه الخـُــــــــيَلاءْ

يَتَواضَعُ لَكنْ مَوكِـــــــــبُهُ

أَلَقٌ وَجَـــــــــــــــلالٌ وَبَهـَـــــــاءْ

وَمَشَاعِــــــــرُ مُهجَــــــــةِ أُمَّتِنَا

تَتَقَطَّرُ صَفــــــــواً كَالمَــــاءْ

مِئذَنَةُ القَــــــــريَةِ تَسبِقُـــنَا

وَتَرَاهُ هُــــــنَاكَ إِذَا جَــــــــاءْ

فَتُؤَذِّنُ فِــــــــينَا أَنْ هُـــــــــبٌّوا

تَتَقَافَزَ كُـــــــلُّ الأَشْــــــــيَاءْ

القَلبُ، الفَانُوسُ، الذِّكْرَىَ

المِدفَعُ، وَحَصًـى وَضَّــــــــــاءْ

والعِيدُ يَجِىءُ بِصُحـــــــــبَتِهِ

ضَحِــــــكٌ وقَمِيصٌ وَحِذَاءْ

وَكَبِرنَا، لَكِـــــــــنْ مَا زِلنَا

نَستَدعِى الطِّفلَ إِذَا جَـــــاء

أتى رمضان ... مضى رمضان ، وما بين مجيئه ومضيه عمر من المشاعر المدهشة، مزيج مدهش من أحلام الطفولة وبهجتها، ومسؤوليات النضج وتبعاته، من طزاجة الإحساس بالأشياء فى قدرتها على الإدهاش ومحاولة فهم معانى الأشياء وفلسفتها والوصول إلى جوهرها ودلالتها.

آآ صحيح أن رمضان أصبح لمجيئه وذهابه معنى مختلف يعرفه كل من يعملون فى ميدان الإعلام عامة، والإذاعة بصفة خاصة، لكن هذا المعنى الجديد الذى يتداخل فيه القلق بالتوتر بالرغبة فى تقديم ما يليق بالشهر الكريم بالحرص على ألا تسرقنا مسؤوليات أعمالنا من بهجة الروح بهذا القادم الجميل، هذا المعنى الجميل لا يحرمنا تلك الروح الطفلة التى تسكننا والتى تظل أجمل ما فينا وأنبل ما فينا.

لا أستطيع أن أكمل ملامح رمضان وعيده الصغير الجميل، دون أن تقفز إلى وجدانى صورة ميت أبو غالب، حين كانت قرية كبيرة وقبل أن تتحول إلى مدينة صغيرة، ومئذنتها وصوت المؤذن عمى محمد الغايشى والإمام عمى مصطفى اللبودى ، هذا بصوته الندى الجميل فى المغرب أو فى تواشيح السحر، وذلك فى صوته الكريم المتواضع فى صلاة الفجر، تطاردنى صورة السوق الواسع الذى يتوسطه الجامع الكبير وقد تحول إلى ساحة للعيد، وقد بدا لعينى عالماً مكتمل البهجة واسع الأرجاء.

لا أظن أنى وحدى فى ذلك ، يقينى أنك أنت أيضاً أيها القارىء الكريم تحمل قريتك أو مدينتك أو حيك الصغير فى قلبك، وتتأهب لأول هتفة من رمضان أو أول ندهة من العيد لكى تطلق الطفل الذى بداخلك يمرح فى تلك الأجواء مجدداًـ قافزا على كل هذا العمر الذى مر وتلك السنوات التى توالت،آآ  فلنملأ الصدر بذلك الهواء الطازج الرائق البهيج عله يزيح عن الصدر بعضاً مما علق به من دخان الأيام وغبار الأحداث، ولنفتح أفقاً للبهجة، وكل عيد ومصرنا أكثر تعرفاً على ملامحها الأصيلة وانحيازاً لهويتها الرائقة.

مقالات اخرى للكاتب

جِيل من الصور الطلِيقَة